تعلم اللغات الأجنبية أمر ضروري للغاية، لا سيما في وقتنا الحالي، فقد أصبح كل شيء تقريبا يعتمد بدرجة كبيرة على اللغات الأجنبية، بما فيه السوق و مجال العمل، فأنت بالطبع تحتاج لتعلم لغات أجنبية أخرى بجانب لغتك الأم.
و اللغات أجنبية بشكل عام تمثل إضافة هائلة عند تعلمها لصاحبها، فهي تمكنك من التواصل مع الآخرين من مختلف الثقافات، و بالتالي التغلب على الحواجز المعرفية، و الإطلاع على ثقافات الآخرين.
كما أن لتعلم اللغات تأثير قوي على صحة الإنسان، نعم، فتعلم اللغات الجديدة يحافظ على صحة عقلك، بل و يحفز نشاطه، فتعلم أي لغة جديدة يتطلب تعلم المفردات و المركبات جديدة أيضا، مما يساعد في تقوية الذاكرة.
و قد يواجه البعض مشكلات كبيرة في تعلم و إتقان أي لغة، و في هذه المقالة سوف نساعدك على توضيح الطرق التي تمكنك من إتقان و تعلم أي لغة جديدة في عام واحد فقط.
كيف تتعلم و تتقن أي لغة جديد في عام واحد فقط!
الأمر ليس صعبا، كما أنه ليس سهلا بشكل تام، فالأمر سهل ممتنع، فيجدر بنا الإشارة بأنك ستبذل الجهد و الوقت حتى تتمكن من إتقان اللغة بشكل جيد، و هناك عدد من الطرق و الحيل التي سنعرضها لك، فتيسر لك عملية تعلم أي لغة خلال 12 شهرا فقط
المرحلة الأولى| استمع للدروس التعليمية الخاصة باللغة (من شهر الأول إلى الشهر الثالث)
أول شيء ينبغي عليك القيام به في تعلم أي لغة هو فهم قواعدها و مفرداتها، كيف يمكن تكوين جملة، و كيف يمكن أن أصف نفسي بتلك اللغة، و هذا لا يمكن أن يتم في يوم و ليلة، كما أنك لا يمكنك أن تفعل ذلك دون مشاهدة أو حضور الدروس التعليمية لتلك اللغة.
و هناك عدد من المصادر التي يمكنك من خلالها الحصول على الدروس التعليمية، فيمكنك اللجوء لمقاطع الفيديو التي يقدمها المتخصصون على الإنترنت، فهناك مجموعة متنوعة من الدروس التي يمكنك مشاهدتها حول اللغات عبر اليوتيوب و غيرهم من القنوات و بشكل مجاني تماما، كما يمكنك اللجوء إلى الدورات التدريبية المدفوعة الخاصة بتعلم لغة معينة، و الإنتظام معهم في حضور دروس الشرح.
يمكنك أيضا إكتساب اللغة من خلال مشاهدة التلفزيون، فقُم بمشاهدة الأفلام أو المسلسلات التي تتحدث باللغة التي تريد تعلمها، و حاول أن تنصت لمخارج الحروف و النطق، فهذا من شأنه أن ينشط مراكز اللغة في عقلك، و بالتالي تيسير فهم المعلومات بطريقة أكثر تشويقا،
فأنت لا تجلس في دورة رتيبة، بل تتابع أحداث مشوقة لمسلسل ما و في نفس الوقت تحاول إكتساب اللغة، كما أن إكتساب اللغة من خلال مشاهدة التلفاز أو المسلسلات يساعدك على تذكر المعلومات بشكل أسرع، و بناء الجمل و فهمها في إطار حوار منطقي شيق.
و في البداية قد تواجهك مشكلة في استيعاب ما يحدث، و لكن لا تقلق هذا أمر طبيعي فهي أول مرة لك تتابع مسلسل ما بلغة مغايرة للغتك الأم، و ستحتاج لمشاهدة الحلقة أو المحتوى أكثر من مرة حتى تتمكن من الاستيعاب و زيادة الفهم و تجميع الكلمات، و حتى تأخذ أذنيك على سماع الكلمات الجديدة.
و احرص على عدم تجاهل الكلمات الغريبة التي لا تعرفها، فعندما تقابلك كلمة غريبة سارع بترجمتها و معرفة معناها و نطقها الصحيح أيضا، و هناك دراسة أثبتت أن المعلومات التي تبحث عنها بنفسك تحتفظ بها ذاكرتك لمدة أطول من تلك التي تحصل عليها بشكل مباشر.
و احرص على عدم تجاهل الكلمات الغريبة التي لا تعرفها، فعندما تقابلك كلمة غريبة سارع بترجمتها و معرفة معناها و نطقها الصحيح
المرحلة الثانية| استمع إلى البودكاست (من الشهر الرابع إلى الشهر السادس)
البودكاست هو عبارة عن محتوي صوتي متوفر علي الإنترنت بإستخدام لغة معينة، فهو أشبه بالإذاعة ولكن يمكنك سماعها في أي وقت و ليس وقت البث المباشر لها، فبعدما تمكنت في المرحلة الأولى من فهم اللغة بشكل جيد من خلال تعلم القواعد الأساسية و معرفة عدد من المفردات و المركبات الضرورية، يمكنك الآن البدء في سماع البودكاست، ولا تقلق هناك العديد من المواقع التي تقدم لك ذلك المحتوى و بشكل متدرج حتى تساعدك على التقدم بمستواك تدريجيا.
لا تتوقف عند مجرد سماع محتويات صوتيه للغة، بل استمر في مراجعة القواعد، و تعلم كلمات جديدة لزيادة حصيلتك اللغوية من الكلمات، فأساس أي لغة ليس مجرد القواعد فحسب، فبدون الكلمات لن تتمكن من تكوين أية جمل، فحاول أن تراجع القواعد النحوية الصعبة، و احرص على تطبيق ما تعلمته في اليوم التالي ليثبت في ذاكرتك.
تستمع للمحتويات الصوتية الخاصة باللغة التي تريد تعلمها؟ تراجع القواعد النحوية بشكل دوري؟ تحاول حفظ و تعلم الكلمات الجديدة؟ رائع، و لكنك تحتاج للمزيد، فبعد ذلك ستحتاج لممارسة اللغة بشكل بسيط، أي أن تتحدث بصوت عال مستخدما ما تعلمته في لغتك، حتى و إن كانت مجد جمل بسيطة، حاول أن تتحدث و تمارس ما تعلمته مع زملائك.
المرحلة الثالثة| إقرأ الكتب و المجلات التابعة للغة التي تعلمتها (من الشهر السابع إلى الشهر التاسع)
الآن أنت شبه مستعد لممارسة اللغة كأصحابها تماما، يمكنك الآن اللجوء لشرآء الكتب و المجلات المكتوبة باللغة التي تعلمتها، والبدء في القراءة و الفهم للمحتوى الموجود بها، فبعد إتمامك للمرحلة الأولى و الثانية، أنت الآن في أتم الاستعداد لفهم ما تناقشه تلك اللغة بلغتها، فلن تحتاج لترجمة الكتب لفهم المحتوى، فكل ما ستحتاجه فعلا هو إضافة الكلمات الجديدة التي ستقابلك لثروتك اللغوية.
و يمكنك التنقل بين كتب الأدب، و المجلات الكلاسيكية، الوصفات الخاصة بالطبخ و كذلك الطبية، و بهذه الطريقة ستعود نفسك و عقلك على قراءة الكلمات المرتبطة ببعضها البعض في جمل صحيحة في جميع مجالات الحياة، و يمكنك أيضا متابعة الأخبار الأجنبية الخاصة بتلك اللغة، مع مشاهدة المدونات والمواقع الإلكترونية الخاصة بها أيضا.
و بعدما كنت تشاهد حلقة أو اثنين في الأسبوع من المسلسل المتحدث باللغة التي تتعلمها في المرحلة الأولى، يمكنك الآن زيادة المشاهدات و رؤية المزيد من الحلقات و البرامج المختلفة، و زيادة درجة استيعابك و اختبار مدى تقدمك في فهم اللغة، و قُم باستغلال الإنترنت لتسريع مهاراتك في المحادثة، و ذلك من خلال مشاهدة البرامج التي تعتمد على النقاش و عرض مختلف وجهات النظر.
المرحلة الرابعة| تحدث مع السكان الناطقين الأصليين للغة التي تعلمتها (من الشهر العاشر إلى الشهر الثاني عشر)
بعد الإنتهاء من المحلة الأولى و التي تمكنت فيها من الإلمام بالقواعد الأساسية للغة التي تتعلمها مع بعض المفردات الأساسية، ثم المرحلة الثانية و التي بدأت فيها بالاستماع للبودكاست ، ثم الثالثة و التي بدأت فيها بقراءة الكتب و المجلات باللغة التي تعلمتها، فأنت الآن متسعد تماما لممارسة اللغة بشكل رسمي و فعلي، فيمكنك التوجه للبحث عن أصدقاء يتحدثون لغتك بشكل أساسي و قُم بإجراء الأحاديث معهم، مستخدما اللغة التي تعلمتها، و هنا ستتمكن من معرفة مدى تقدمك في اللغة، فأنت تتحدث مع آخرين تمثل اللغة التي تعلمتها لغتهم الأم.
و تلك المراحل الأربعة هي التي يُوصي بها أكبر مراكز تعلم اللغات الأجنبية، و التي أكد عليها المعهد البريطاني لتعلم اللغات، و أهم شيء لتعلم أي لغة جديدة هو الممارسة و المداومة، وعدم الاستعجال، فكن مثابرا في التعلم شغوفا لتلقي المزيد، و تذكر دوما أن قليل مستمر خير من كثير متقطع، فلا تضغط على نفسك و خذ وقتك في تعلم اللغة، فالمهم أن تتقنها في النهاية بشكل ممتاز.
0 تعليقات